الثلاثاء، 2 سبتمبر 2025

شلالات جولفوس في آيسلندا: جوهرة الطبيعة البرية في قلب أرض الجليد والنار

عندما نتحدث عن آيسلندا، يخطر في بالنا على الفور المناظر الطبيعية البرية، الأنهار الجليدية، والينابيع الساخنة. لكن أي رحلة إلى هذه الجزيرة الساحرة لا تكتمل من دون زيارة شلالات جولفوس (Gullfoss Waterfall)، أحد أعظم الشلالات الأوروبية وأكثرها إثارة للدهشة.

تقع جولفوس في وادٍ عميق يقطعه نهر "هفيتا" (Hvítá) الجليدي، حيث تتدفق المياه بغزارة على مرحلتين بارتفاع إجمالي يصل إلى 32 مترًا، مشكلةً منظرًا خلابًا يثير الرهبة في النفوس.

شلالات جولفوس أيسلندا



موقع شلالات جولفوس وأهميته السياحية

  • الموقع الجغرافي:
    تقع الشلالات في جنوب غرب آيسلندا، ضمن ما يعرف بـ"الدائرة الذهبية" (Golden Circle)، وهي أشهر مسار سياحي في البلاد، يضم أيضًا منتزه ثينغفيلير (Þingvellir) ومنطقة الينابيع الساخنة "جيسير" (Geysir).
  • الأهمية السياحية:
    تجذب شلالات جولفوس أكثر من مليون زائر سنويًا، ما يجعلها من أهم رموز السياحة في آيسلندا. فهي ليست مجرد معلم طبيعي، بل رمز وطني ارتبط بالثقافة والهوية الآيسلندية.
هذا المقال ضمن سلسلة مقالات أجمل 20 شلال في العالم ،لقراءة باقي المقالات من هنا 

وصف جمال شلالات جولفوس

1. تدفق المياه المزدوج

يتدفق الشلال على مرحلتين:

  • المرحلة الأولى بارتفاع 11 مترًا.
  • المرحلة الثانية بارتفاع 21 مترًا.
    وبسبب شكل الوادي العميق، يبدو وكأن المياه تختفي فجأة داخل الأرض، ما يخلق مشهدًا بصريًا فريدًا.

2. ألوان قوس قزح

في الأيام المشمسة، يتشكل قوس قزح رائع فوق الضباب المتصاعد من الشلال، مما يجعله وجهة مثالية لعشاق التصوير.

3. شتاء أبيض وصيف أخضر

  • في الصيف: تحيط بالشلالات سهول خضراء واسعة.
  • في الشتاء: تتجمد أجزاء من المياه، ويغطي الثلج الصخور ليضيف لمسة سحرية.
شلالات جولفوس أيسلندا



تاريخ شلالات جولفوس

  • الأساطير المحلية:
    كلمة "جولفوس" تعني "الشلال الذهبي"، ويُقال إن الاسم جاء من انعكاس أشعة الشمس على قطرات الماء، فيبدو وكأن الذهب يتدفق.
  • الحفاظ على الشلال:
    في أوائل القرن العشرين، حاولت شركات أجنبية استغلال قوة المياه لتوليد الكهرباء. لكن الناشطة "سيغريدور توماسدوتير" (Sigríður Tómasdóttir) قادت حملة قوية لحماية الشلال، حتى أصبحت رمزًا لحماية البيئة في آيسلندا.

الأنشطة السياحية حول جولفوس

1. المشي لمسافات قصيرة

تتوفر مسارات منظمة تسمح للزوار بالاقتراب من الشلالات والاستمتاع بمشاهده من زوايا مختلفة.

2. التصوير الفوتوغرافي

يُعتبر المكان واحدًا من أفضل مواقع التصوير الطبيعية في العالم، سواء في ضوء منتصف الليل الصيفي أو تحت الشفق القطبي الشتوي.

3. جولات الدائرة الذهبية

تُدمج زيارة جولفوس غالبًا مع:

  • منتزه ثينغفيلير الوطني.
  • منطقة الينابيع الساخنة "جيسير".
  • رحلات التزلج أو ركوب الثلوج على الأنهار الجليدية القريبة.

أفضل وقت لزيارة شلالات جولفوس

  • الصيف (يونيو – أغسطس): أجواء معتدلة، طرق مفتوحة، مناظر خضراء.
  • الشتاء (ديسمبر – فبراير): سحر خاص مع الثلوج والشفق القطبي، لكن الطقس قد يكون قاسيًا.
  • الخريف والربيع: ألوان طبيعية خلابة وقلة ازدحام.

كيفية الوصول إلى جولفوس

  • من العاصمة ريكيافيك:
    تقع الشلالات على بعد 115 كم (حوالي ساعتين بالسيارة).
  • وسائل المواصلات:
    • تأجير سيارة خاصة.
    • جولات سياحية منظمة ضمن "الدائرة الذهبية".
    • الحافلات السياحية اليومية.
شلالات جولفوس أيسلندا



نصائح للزوار

  1. ارتداء ملابس دافئة مضادة للماء بسبب رذاذ المياه.
  2. استخدام أحذية مريحة للمشي على الطرق الزلقة.
  3. الحذر بالقرب من الحواف لتجنب الحوادث.
  4. التخطيط للجولة ضمن الدائرة الذهبية للحصول على تجربة متكاملة.

سؤال: لماذا تعتبر شلالات جولفوس من أهم معالم آيسلندا؟
إجابة مختصرة: لأنها جزء أساسي من "الدائرة الذهبية"، وتتميز بتدفقها المزدوج الفريد، جمال قوس قزح المتشكل فوقها، وتاريخها المرتبط بحماية الطبيعة، ما يجعلها وجهة لا غنى عنها في أي رحلة إلى آيسلندا.


الخاتمة

شلالات جولفوس ليست مجرد مياه متدفقة من نهر جليدي، بل لوحة فنية طبيعية تحمل في طياتها تاريخًا من النضال البيئي، وسحرًا بصريًا يدهش كل من يزورها. إنها بحق الشلال الذهبي الذي يرمز إلى نقاء آيسلندا وجمالها البري.
سواء كنت من عشاق الطبيعة، التصوير، أو مجرد سائح يبحث عن تجربة فريدة، ستبقى زيارة جولفوس واحدة من الذكريات التي لا تُنسى.